عدد الرسائل : 477 العمر : 32 Localisation : مصر Emploi : طالبه البلد : الاوسمه : السٌّمعَة : 4 نقاط : 56664 تاريخ التسجيل : 11/08/2009
موضوع: كيف يمكن أن تصبح رقة المشاعر نقمة تدمر صاحبها؟ الإثنين يوليو 05, 2010 1:12 pm
كيف يمكن أن تصبح رقة المشاعر نقمة تدمر صاحبها؟
إنهم نوع نادرمن البشر يتفاعلون مع كل شىء من حولهم ويشعرون بكل شخص محيط بهم، تؤثر بهم نسمة الهواء وتؤلمهم قسوة الحياة، إنهم حقا يستحقون عالما مثاليا ليحيون به، لكن لا تأتي الرياح بما تشتهى السفن، إنهم أصحاب المشاعر الرقيقة.
من بين كل خمسة أشخاص يوجد شخص واحد تنطبق عليه صفات الإنسان شديد الرقة وعالي الإحساس، حاول أن تكتشف نفسك عزيزي القارىء، هل أنت من هذا النوع أم لا من خلال الإجابة عن هذه الأسئلة؟ - هل أنت من الذين تتم استثارتهم بسهولة؟ - هل أنت سريع الغضب وقليل الصبر؟ - هل تزعجك الضوضاء المفاجئة أو الزائدة؟ - هل تعانى من مشكلات صحية غير معتادة؟ - هل أصبحت حساسا تجاه الأطعمة التى تتناولها؟
إذا كنت تعانى من هذه الأعراض فاعلم أنك من الأشخاص الذين يتميزون بالحساسية ورقة المشاعر الزائدة عن الحد المعتاد، وفى هذه الحالة يجب عليك محاولة كشف أسرار هذا المرض المميز حتى يمكنك التعايش مع الحياة، وتحسين صحتك والتمتع بالسعادة التى تستحقها.
التعريف العلمى للشخص مفرط الإحساس: يعرف عن الأشخاص شديدي الحساسية ورقيقي المشاعر، أنهم أفراد ذوي إحساس مفرط، أو سريعى التأثر رغم إنهم أناس طبيعيون، لكن هذا الجانب من تكوينهم يجعل لديهم مشاعرا مفرطة ويؤثر بهم في كل شىء سواء كان هذا التأثر داخليا أم خارجيا.
وهذه المشكلة أو السمة شىء جوهري فى تكوين هؤلاء الأشخاص، حيث تصبح كالإعاقة التى تسبب لهم الكثير من الآلام فى الحياة؛ لعدم إداركهم بوجودها بشخصيتهم أو عدم تعلم كيفية التعايش معها، مما يؤدي إلى معاناتهم بصمت دون أن يشعر بهم أحد.
ويبتلى الأشخاص شديدى الرقة والحساسية بالكثير من المشكلات الجسدية والصحية، تؤدى إلى إعاقات جسدية مضاعفة عندما لا يتم معالجة سوء تدبرهم لحياتهم الخاصة.
الأعراض الشائعة لرقة المشاعر الزائدة: وهنا قائمة تحتوى على أهم الأعراض التى يعانى منها الأشخاص ذوى الحساسية ورقة المشاعر المفرطة، فإذا لاحظت معاناتك من هذه الأعراض اعلم أنك شخص مفرط الإحساس ورقيق المشاعر، حيث إن إدراك وفهم هذه الظاهرة ودورها بحياتك سوف يكون من الأساسيات التى تساعدك على العيش بشكل صحي وكامل، كما تنعم بالسعادة،بالإضافة إلى منحك صحوة ضرورية تلفت نظرك لهدفك الأساسي من هذه الحياة.
فهيا بنا نتعرف عليها: - سريع الانزعاج من أنواع الضوضاء المفاجئة أو الصاخبة. - تشعر بالقلق من أى اضطرابات بالبيئة المحيطة. - تتأثر تلقائيا وبدون مبرر بمشاعر وحالة الآخرين من حولك. - تتأثر بشدة بما يحدث فى الحياة من صراعات أو مظاهر للعنف.
توضيح لظاهرة فرط الحساسية ورقة المشاعر: من المعروف عن الأشخاص ذوى الرقة في المشاعر والحساسية المفرطة، أنهم متعاطفون بطريقة تزيد عن الحد، وهذا يسبب لهم الكثير من التعقيدات بالحياة، بسبب قلة خبرة هذا النوع الحساس من البشر بما لديهم من سمات غير طبيعية وزائدة عن الحد تجعلهم يشعرون بالطاقة العاطفية والأحاسيس الكامنة لغيرهم من الناس.
والتعاطف المبالغ به لما يحدث لهذا النوع من مشكلات، يمكن أن يؤثر بالسلب عليهم ويحول حياتهم إلى جحيم بسبب من يتعاطفون معهم من المحيطين بهم، وهذا بسبب عدم وجود حصانة طبيعية تقيهم من الخداع والمكائد التى يمكن أن يدبرها لهم هؤلاء المحيطين بهم.
ويبدو أن هذا النوع يزداد حيث يمثلون حوالى من 15 إلى 20% من سكان العالم.
والجزء الأغلب، يعتبر فرط الحساسية ورقة المشاعر سمة وراثية التأثير، بالرغم من قيام العوامل البيئية بدور واضح فى التعبير عنها وعن المرور بالحالة ككل.
ويبدوا أن سمات الحياة العصرية وما بها من تشوش واضطراب زائد بسبب النمو التكنولوجى المتزايد، ينتج عنها زيادة فى ظهور الحساسية المفرطة بين البشر وذلك لأن الإنسان بطبيعته يميل للبساطة وتزعجه التعقيدات.
المخاطر التى يتعرض لها الشخص شديد الحساسية، رقيق المشاعر: عدم وعى الشخص الحساس بمشكلته يسبب له الكثير من المشكلات التى تؤثر عليه تبعا لمفهوم كل إنسان بحياته، وهنا بعض العواقب المحتملة الناجمة عن عدم فهم الشخص رقيق المشاعر لاحتياجاته النادرة وعدم قيامه بمعالجتها:
1- المعاناة من ضعف الصحة البدنية: يعانى هؤلاء الأشخاص ذوي المشاعر الرقيقة من الكثير من المشكلات الصحية ومنها الأمراض التالية: - الحساسية للأطعمة. - حساسية الجلد. - آلام المفاصل. - آلام العضلات.
وإذا لم يتم الانتباه لهذا الأمر ودراسة هذه السمة أو حدوث تفاقم لها، يمكن أن ينتج عنه اضطرابات فورية فى الجهاز المناعي بالجسم وتشمل المشكلات التالية: - مرض الذئبة. - آلام بالنسيج الليفي للعضلات. - السرطان.
والاضطراب المتزايد بالطاقة الذى يتعرض له أصحاب المشاعر الرقيقة يتعارض مع الإنتاج الطبيعي الجيد للهرمونات، كما ينتج عنه تلف وتضخم لأعضاء الجسم التى تسبب بعد ذلك مشكلات صحية خطيرة.
2- عدم الاستقرار العاطفي: يصف الخبراء الشخص رقيق المشاعر بأنه كالمادة شديدة الشفافية التى يمكن أن ينفذ من خلالها كل شىء، وهذا ما يجعله غير قادر على الدفاع، ومقاومة التأثر بحالة المحيطين به من الناس، حيث يتأثر بما يعانون به من مشاعر غضب، صراع، اكتئاب وحزن.
يميل هذا الشخص إلى الاندماج مع تلك الحالات المضطربة، والمشاعر التى يمر بها الآخرون كما لو كانت خاصة به هو، وغالبا تصبح مصدر إزعاج وألم له فى علاقاته بالآخرين.
ونتيجة لذلك يصبح هذا الشخص عرضة للاستثارة والغضب السريع وغير قادر على التحكم فى هذه المشاعر، ولسوء الحظ،يؤدي الاستمرار فى حالة عدم الاستقرار العاطفي إلى نوع من الإساءة الجوهرية، كوسيلة للتعايش وينتج عنها خضوعه لسوء استخدام الطعام والكحوليات وحتى الأدوية.
3- المشكلات العملية: بسبب ما يعانيه هذا الشخص من تعرض متزايد للألم، يصبح إنسانا شديد الحذر والخوف خاصة عند الاختيار، وبسبب ميله إلى التفكير بعمق، يصبح مريضا بالخوف من العواقب حتى عند التفكير فى مسائل بسيطة لاتحتاج إلى كل هذا التفكير، كما يميل هذا الشخص إلى التردد.
ونتيجة لما يشعر به من مستوى عميق، يكون غالبا أكثر خجلا، منطويا ومنعزلا.
4- الاضطراب فى العلاقات مع الغير: ولأن الأشخاص الطبيعيين لا يعانون من الأشياء بطريقة عميقة كما يحدث مع الأشخاص مفرطي الحساسية، فغالبا لا يتفهم أصدقاؤهم الحساسية المفرطة لهم، ويسببون لهم الجراح المستمرة بسبب الجهل بما يعانيه هؤلاء الأشخاص.
والأشخاص الطبيعيون مختلفون، فى حين أن الفرد العادي عادة لديه طبقة من الحماية أكثر سمكا ضد المثيرات والطاقة، بينما لا يملك الشخص شديد الحساسية قوة دفاعية ضد العوامل الخارجية.
وهذا يمكن أن يؤدي إلى تعقيدات كبيرة فى العلاقات مع الأناس العاديين الذين هم ببساطة لا يتفهمون ما يمر به الشخص مفرط الإحساس والمشاعر.
وحقيقة الأمر أن الأشخاص شديدى الحساسية ورقيقي المشاعر لديهم شعور متطور بشكل كبير بالإحساس بالذات، أو الأنا، وهذا الوضع يتطلب تنمية روحية.
والفشل بالنسبة للشخص شديد الحساسية يساوى الموت، ونتيجة للخوف الشديد من الفشل يحكم عليه بالتعاسة والظروف الغير مرضية، وقلة الإدراك للقوة النادرة التي وهبه الله إياها.
وهنا رأى أحد الادباء الحاصلين على جائزة نوبل فى الأدب بعام 1938، وهو الأديب Pearl S.Buck حيث يقول عن حقيقة تصوره للشخص مفرط الإحساس ورقيق المشاعر: "العقل المبدع بحق فى أى مجال ليس إلا مخلوق بشري ولد بشكل غير طبيعي، وحساس بطريقة لا يملكها البشر فابالنسبة له: - اللمسة تساوي حضن. - الصوت يساوي ضجة. - المحنة تساوي مأساة. - الفرحة تساوي نشوة. - الصديق يساوي حبيب. - الفشل يساوي الموت.
وأضف إلى هذا المخلوق الرقيق صفة الضرورة الهائلة للإبداع، الإبداع ثم الإبداع، وبدون الإبداع فى مجال الموسيقى أو الشعر أو الكتابة أو البناء أو أى شىء ذي معنى لا يمكن أن يكون للحياة معنى بالنسبة لهذا الشخص الحساس.
الفوائد والمميزات التى يتمتع بها الشخص رقيق المشاعر ومفرط الإحساس: رغم المشكلات التى يواجهها الشخص رقيق المشاعر نتيجة لمثاليته الزائدة فى التعامل مع الأمور المختلفة والتى تسبب له الكثير من المشكلات والمعاناة بالحياة، إلا أننا لا يجب أن نحكم عليه بقسوة وننسى أن رقة المشاعر هبة ربانية وسمة ملائكية لا يتمتع بها إلا القليلون.
ومن المميزات النادرة التابعة لهذه الهبة:
1- يتمتع بالقدرة الإبداعية بالطبيعة: الحقيقة المعروفة للكل هى أن الإنسان الموهوب هو في الأصل شخص يتمتع برقة المشاعر والحساسية المفرطة، برغم أن هذا النوع من البشر لا يصرح بما لديه من مواهب إبداعية وعبقرية، وذلك للتواضع الشديد الذى يتمتع به.
2- لديه وعي يفوق غيره: وهذا يرجع إلى طبيعته الرقيقة ذات الأبواب المفتوحة الواضحة، فيكون لديه وعي أكثر من غيره من الأشخاص العاديين، كما أن ما يملكه من هبة يزوده بأدوات دقيقة للتعلم، والنمو، والتطور والفهم.
3- لديه قدرة هائلة على التطور: الشخص عالي الحساسية ورقيق المشاعر يملك طاقة روحية عظيمة مدوية فى أعلى تردد، وبذلك تزيد من حالة التأهب مما يجعله ميالا بالفطرة إلى الإمكانات والقدرات العظيمة لتنمية القدرات الشخصية وتطويرها.
وفى النهاية نقدم لك عزيزي رقيق المشاعر بعض النصائح لتساعدك على التعايش مع هذا العالم القاسي:
1- يجب أن تتمتع بالنشاط البدنى: بسبب الذكاء الداخلى الطبيعى لدى الشخص رقيق المشاعر والحساسية المفرطة يكون دائما منخرط فى مشاغل أغلبها ذهنية تطغى عن الإهتمام بالجانب الجسمانى له،وهذا العجز عن ملامسة أرض الواقع سوف يفاقم مشكلة عدم التوازن فى أنظمته الحياتية.
ومن هنا يصبح من الضروري عليه أن يقوم بالآتى: - من الضرورى ممارسة نشاط جسدي بصفة يومية. - ممارسة الرياضة اليومية لمساعدة الطاقة الجسمانية على العمل بفاعلية وهذا سيؤدي إلى تقوية الثقة بالنفس، القدرة الإبداعية، الصحة، والحالة العاطفية.
2- اتباع نظام غذائي صحي: بسبب تفاعل هذا النوع من الأشخاص بشدة، وحساسيته تجاه الأطعمة، فمن الجيد لهم اتباع نظام غذائي صحي وطبيعي من خلال ما يلي: - يجب تجنب الأطعمة المصنعة التي تحتوي على إضافات ومواد حافظة غير صحية وتفتقر إلى العناصر الغذائية الطبيعية. - النشاط الدائم. - عدم تناول الأطعمة التى تحتوي على نسبة عالية من المنبهات مثل الكافيين والسكر.
وباتباع هذه النصائح سوف تتمتع بمستويات مرتفعة من الحيوية والتوازن والصحة الجيدة.
3- خلص حياتك من السموم: يجب عليك أيها الشخص الرقيق أن تتجنب السموم ليس فى الطعام الذى تتناوله فقط، بل فى بيئتك التى تعيش بها وفى علاقاتك، وذلك من خلال: - تعلم أن تحدد الأطعمة التى تؤثر سلبا على جهازك الهضمي والجسدي ككل. - اتبع نظاما كليا لأسلوب حياتك. - اعلم أن المواد الكيميائية الموجودة بالمنتجات المنزلية الشائعة والمصنعة، مواد سامة يمكن أن تسبب تلفا لجهازك المناعي. - تعلم أن تتجنب الأشخاص، والمواقف والبيئات الغير بنائة.
4- تعلم التركيز: يجب أن تتقن مهارة تركيز الانتباه على شىء واحد فى وقت واحد، ولأننا نعيش فى عصر الابتكارات التكنولوجية، فيجب عليك الاهتمام الزائد خاصة عند العمل على الكمبيوتر، وهو وسيلة يمكنها تشتيت تركيز الفرد في اتجاهات لا نهاية لها.
5- قم بعمل شىء واحد فى وقت واحد: بالتحديد والتحكم فى تركيزك وانتباهك، لن تكون فقط شخصا منتجا وفعالا بل ستتخلص أيضا من الضغط والتوتر الغير ضرورى، وتتخلص من المشكلات التى يقع بها معظم الناس.
6- التحق فى برامج النمو الروحي: هذه الخطوة هي جوهر المشكلة، والهبة الحقيقية لكونك شخصا شديد الرقة والحساسية، ومن المهم جدا لك أن تطور قدراتك العقلية، والعاطفية والروحية، وربما يقال إن هذا السبب الحقيقي، والضرورة إلي التطور حيث إن النمو الروحي لدى الشخص يتبعه قوة هائلة فى المهارة الإبداعية والقدرة على الخلق والإبداع.