بعض القلوب تستطيع التعايش مع الهموم وإن غمرتها،
أما بعضها الأخر فكلمة واحدة كفيلة بتحطيمه.. بإحراق بقاياه ونثر رمادها.
. هذه القلوب تجد صعوبة بالغة في العثور على من يحافظ عليها.. تعيش تائهة في عالم لا يرحم.. تحاول التأقلم بشتى الطرق.. تلملم جراحها في صمت وتضمدها بعطف.. تمسح عليها.. تهدهدها، وتلقنها كلمات الأمل والحب والسلام والرحمة.
. ولكن، أي سلام هذا وأي رحمة تلك؟!.
. تتساءل تلك القلوب في صمت.
. أينما تلفتت وجدت الظلم والألم.. العذاب والضياع.. فتنكمش في خوف وتربت على جروحها في حنان.. تعطي الحنان وهي في أمس الحاجة إليه.. تبث الاطمئنان حولها وهي في حد ذاتها تعيش مأساة من الخوف والحرمان.. من قال أنَّ فاقد الشيء لا يعطيه عليه أن يراجع كلماته وينظر إلى هذه القلوب المنهكة..!
نداء أوجهه إلى كل قلب..
واليك انت بلذات
حاول أن تعرف كل أنواع القلوب المحيطة بك؛
لتعامل كل قلب منها حسب طبيعته..
احذر من أية رصاصة قد تنطلق منك.
. لأنها ربما تكون فاصلة الحياة والموت لدى قلب مرهف
.. ربما يكون هذا القلب أعزَّ قلب لديك
.. ربما يكون صديقك، أوحتى زميلا لك.
. فالرجاء الرجاء.. احذروا في تعاملكم مع هذا النوع من القلوب.
. احذروا لأنكم قد تتسببون في قتلها بكلمات قد تبدو لكم عادية،
ولكنها بالنسبة لهم قنابل تفجر عليهم
.. نار يكتوون بها.. ويموتون.. يموتون بصمت تاركين وراءهم أجسادا خاوية..
عيونا دامعة تحدق في اللاشيء
.. ومن المسؤول؟.. أنتم.. فهل ترضون أن يموت أحد بسببكم؟!